الحبوب الكبيرة على الوجه: متى تكون خطراً وكيف تتعامل معها؟
لا تضغط… لا تتجاهل: هذا ما تعنيه الإفرازات والحبوب الكبيرة
نعرف هذا السيناريو جيداً: تلاحظ حبّة صغيرة، تحاول تجاهلها، وفجأة خلال يوم أو يومين تتحوّل إلى كتلة مؤلمة، حمراء، ومنتفخة. قد تبدأ بإفراز الصديد أو الدم من تلقاء نفسها، فتدخل في دوامة من القلق: هل هي مجرّد بثرة عابرة؟ كيس دهني؟ خُراج؟ أم بداية لمشكلة جلدية أعمق قد تترك أثراً دائماً؟
في عالم العناية بالبشرة، ليس كل حبّ شباب يُعالج بكريم وغسول. فبعض الحبوب الكبيرة تُنذر بمشكلة أعمق، وقد تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
في هذا المقال، نستعرض مع الدكتورة رغد عيد ما يحدث فعلياً تحت سطح الجلد عند ظهور هذه البثور الكبيرة والمؤلمة. ستكتشف الأسباب التي تمنعك من العبث بها، متى تستدعي القلق، وكيف تتعامل معها بشكل صحيح، سواء في المنزل أو داخل العيادة.
ما الذي يحدث تحت الجلد عند ظهور حبّة كبيرة ومؤلمة؟
عندما تظهر حبّة بحجم غير معتاد وتكون مؤلمة عند اللمس، فهذا يشير غالباً إلى حالة تُعرَف بـ”حبّ الشباب الالتهابي العميق”. لكنّها ليست دائماً “كيساً دهنياً” كما يُعتقد، بل قد تأخذ أشكالاً متعددة، منها:
- بثرة التهابية عميقة: شكل متقدّم من حبّ الشباب يتغلغل فيه الالتهاب إلى طبقات الجلد العميقة، فتظهر بثرة كبيرة ومؤلمة، من دون رأس واضح على السطح.
- خُرّاج جلدي (دمّل): عدوى بكتيرية موضعية تتجمّع فيها كميات من القيح (وهو سائل سميك مائل إلى الأصفر يتكوّن من خلايا دم بيضاء ميتة وبكتيريا نتيجة استجابة الجسم للعدوى)، وتُسبب تورماً مؤلماً دافئ الملمس، وغالباً ما تحتاج إلى تصريف طبي.
- خُراج دهني (تكيّس دهني): كتلة ناتجة عن انسداد غدة دهنية تحت الجلد، تحتوي على مادة دهنية كثيفة وقد تلتهب إذا تعرّضت للعدوى.
- خُراج مناعي: يحدث نتيجة استجابة مناعية مفرطة، حيث يهاجم الجسم نفسه كردّ فعل على التهاب شديد، ما يؤدي إلى تشكّل جيب عميق من القيح أو الدم.
في جميع هذه الحالات، تبدأ المشكلة من التهاب في الغدة الدهنية، وتتفاقم عندما تهاجم البكتيريا المنطقة المصابة. ونتيجة ذلك، يتكوّن جيب مليء بالصديد أو الدم، ما يزيد من حدة الالتهاب ويُسبّب الألم والتورم الملحوظ.
ماذا يعني عندما تبدأ الحبة بتسريب صديد أو دم؟
قد تلاحظ أحياناً أن الحبّة بدأت بتفريغ محتواها من تلقاء نفسها. في هذه الحالة، يحاول الجسم التخلص من البكتيريا والمخلّفات الالتهابية. لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها “تُشفى” تلقائياً، بل على العكس. التدخّل العشوائي أو محاولة الضغط عليها في هذه المرحلة قد يؤدي إلى:
- انتشار العدوى إلى مناطق أخرى.
- تكوّن الحبوب الكبيرة مزدوجة الرأس نتيجة تسرّب الالتهاب إلى الأنسجة المحيطة.
- تفاقم الحالة وتحوّلها إلى ندبات عميقة ودائمة يصعب علاجها لاحقاً.
الخلاصة: لا تحاول التعامل مع هذه الحالة بمفردك. حتى لو بدأت الحبّة بالإفراز، استشر اختصاصياً لتجنّب أي مضاعفات.
هل من الآمن الضغط على الحبّة في المنزل؟ إليك ما يجب أن تعرفه
قد يبدو الضغط على الحبّة حلاً سريعاً للتخلص من الألم أو مظهرها المزعج، لكنه غالباً ما يؤدي إلى نتائج عكسية، خصوصاً في الحالات الالتهابية مثل الحبوب الكبيرة التي تكون تحت الجلد ولا تملك رأساً ظاهراً، ما يجعل الضغط عليها أكثر خطراً.
هذا السلوك قد يتسبّب في:
- تمزق الكيس الداخلي وتسرّب الالتهاب في طبقات الجلد المحيطة.
- تكوّن بحيرات صديدية تحت الجلد يصعب تصريفها.
- انتشار البكتيريا، مما يُسبّب المزيد من البثور والالتهاب.
- تشكل ندوب جلدية دائمة يصعب علاجها لاحقاً.
- في حالات نادرة، التهاب النسيج الخلوي (Cellulitis)وهو التهاب خطير يتطلب علاجاً فورياً.
متى يجب زيارة طبيب الجلد أو الخضوع لعلاج احترافي؟
لا تنتظر تفاقم الحالة. إليك أبرز العلامات التي تستدعي استشارة طبيب الجلدية أو زيارة عيادة متخصصة:
- استمرار البثرة لأكثر من 10 إلى 14 يوماً دون تحسّن، رغم استخدام منتجات العناية المناسبة.
- زيادة سريعة في حجم الحبة أو ازدياد الألم والاحمرار بشكل ملحوظ.
- امتداد الالتهاب إلى مساحة كبيرة من الوجه أو الجسم، أو الشعور بأن “الحبة تسيطر على نصف الوجه”.
- إفراز مستمر للصديد أو الدم من الحبة دون توقف.
- تكرار ظهور النوع نفسه من الحبوب في المكان نفسه أو في أماكن متعددة.
- ظهور أعراض إضافية مثل الحمى أو تضخّم الغدد اللمفاوية، مما قد يشير إلى عدوى أعمق.
- وجود تاريخ سابق لندوب حبّ الشباب، ما يعني أن التدخّل المبكر قد يمنع آثاراً دائمة.
كلما كان التدخل أسرع، زادت فرص السيطرة على الالتهاب، وتجنّب الندوب والمضاعفات لاحقاً.
كيف نتعامل مع هذه البثور داخل العيادة؟
تُوفّر سيلكور عدّة خيارات فعّالة لعلاج الحبوب الكبيرة والمؤلمة، أبرزها:
- حقن الكورتيزون الموضعي (مثل تريامسينولون):
يُستخدم لتقليل الالتهاب بشكل مباشر داخل البثرة، ويساعد على تقليص حجمها خلال 24 إلى 48 ساعة.
- التقشير الكيميائي الموضعي مثل تقشير حمض التريكلوروسيتيك (TCA):
يُزيل الطبقات السطحية التالفة من الجلد، ويُسهم في تفكيك الانسداد داخل المسام، مما يقلل من احتمالية ظهور بثور جديدة.
- علاجات داعمة في المنزل:
تشمل لصقات الحبوب، كريمات موضعية مضادة للالتهاب، وأحياناً أدوية فموية عند الحاجة. تُستخدم هذه العلاجات لتهدئة البشرة، تسريع الشفاء، وتقليل الألم والتورّم بين الجلسات.
كل حالة تُقيَّم بعناية من قبل الطبيب المختصّ لتحديد الخيار الأنسب، وتُنفّذ جميع العلاجات في بيئة طبية آمنة، باستخدام مواد معتمدة، وتحت إشراف مباشر من أطباء الجلدية المعتمدين في سيلكور.
كيف يمكن تخفيف الألم والانتفاخ في المنزل؟
في الحالات الطفيفة، يمكن اعتماد بعض الخطوات في المنزل لتقليل الالتهاب، منها:
- استخدام لصقات الحبوب المخصّصة.
- تطبيق كريمات موضعية تحتوي على مضادات للالتهاب.
- الحفاظ على نظافة المنطقة وتجنّب لمسها.
- أحياناً، يوصى باستخدام مضادات التهاب فموية خفيفة (حسب استشارة الطبيب).
لكن تذكّر: هذه خطوات مساعِدة وليست بديلاً عن العلاج الطبي، خصوصاً في الحالات الشديدة أو المتكررة.
لا تؤجل العناية…
ليست كل حبّة مدعاة للقلق، لكن بعض الإشارات لا يجب تجاهلها. الألم، التورّم، الإفراز، والتكرار… كلها طرق تُعبّر بها بشرتك عن حاجتها للمساعدة، فلا تتردَّد في الإصغاء إليها.
في حال ظهور الحبوب الكبيرة المتكرّرة أو المؤلمة، فلا تتردّد في استشارة اختصاصي. في سيلكور، نؤمن بأن العناية الحقيقية تبدأ بالاستماع إلى بشرتك، لا بكتم أعراضها. سواء كنت بحاجة إلى تقييم، حقن موضعي، أو خطة علاجية متكاملة، فإن الدكتورة رغد عيد وفريقنا الطبي جاهزون لتقديم الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.
لا تنتظر حتى تترك البثور أثرها. احجز استشارتك في سيلكور اليوم، وامنح بشرتك لمسة من الاهتمام والحب.

