هل يمكن إجراء عملية شدّ البطن أكثر من مرّة؟

شدّ البطن للمرة الثانية: متى تحتاج لإعادة العملية وما الذي يجب معرفته؟

             
شدّ البطن للمرة الثانية: متى تحتاج لإعادة العملية وما الذي يجب معرفته؟

هل يمكن إجراء عملية شدّ البطن أكثر من مرّة؟

حين يقرّر شخص الخضوع لعملية شدّ البطن، يأمل أن تكون هذه الخطوة الأخيرة في رحلته مع الترهّل. فالجراحة بطبيعتها ليست قراراً بسيطاً أو متكرّراً؛ إنها التزام جسدي ونفسي ومالي كبير، وغالباً ما يُتّخذ بعد تفكير طويل وتردّد.

 

لكن الحياة لا تسير دائماً كما نخطّط لها، وقد تحمل معها تغيّرات غير متوقّعة تجعل البعض يعيد النظر في نتائج هذا الإجراء. وهنا يظهر تساؤل جديد: هل يمكن اللجوء إلى شدّ البطن مرّة أخرى؟ وهل النتيجة تستحق التكرار؟

 

في هذا المقال، نوضح الحالات التي قد تستدعي إعادة شدّ البطن، والفترة المثالية للتفكير بالعملية الثانية، إضافةً إلى المخاطر والجوانب النفسية والمالية المرتبطة بها.

 

متى يُمكن التفكير بشدّ البطن للمرّة الثانية؟

رغم أنّ شدّ البطن يهدف إلى نتائج طويلة الأمد، إلّا أنّ ظروفاً معيّنة قد تستدعي إعادة العملية، مثل:

  • الحمل بعد العملية: قد يسبّب الحمل تمدّد الجلد والعضلات مجدداً، ما يؤثّر على النتيجة السابقة.
  • فقدان وزن ملحوظ: فقدان الوزن السريع أو الملحوظ قد يؤدّي إلى ظهور ترهّل جديد في الجلد، مما يستدعي أحياناً إجراء شدّ إضافي.
  • تأثير الزمن ومرونة الجلد: التقدّم في العمر أو ضعف مرونة الجلد الطبيعية يمكن أن يعيد مظهر الترهل بدرجات متفاوتة.
  • عدم الرضا عن النتيجة الأولى: في بعض الحالات، قد لا تكون النتيجة النهائية مرضية، إمّا لأسباب جمالية مرتبطة بالشكل، أو بسبب مضاعفات أثّرت على مظهر البطن.
  • تغيّرات كبيرة في نمط الحياة: مثل ممارسة الرياضة المكثّفة بعد العملية الأولى، والتي قد تغيّر شكل الجسم وتُظهر مناطق ترهّل جديدة.
  • زيادة الوزن بعد العملية الأولى: تراكم الدهون أو ارتفاع الوزن مجدداً قد يؤدّي إلى فقدان التناسق وعودة الترهّل في منطقة البطن.
  • العوامل الوراثية: تختلف مرونة الجلد من شخص لآخر، وقد تؤثّر العوامل الجينية على سرعة عودة الترهل حتى بعد إجراء شدّ البطن.
  • المضاعفات النادرة: مثل بطء التئام الجروح أو ظهور ندوب غير منتظمة، وهي عوامل قد تؤثّر على الشكل النهائي وتستدعي أحياناً إجراءً تصحيحياً إضافياً.

 

 

المدّة التي يجب انتظارها قبل العملية الثانية

من المهم أن يحصل الجسم على الوقت الكافي للتعافي الكامل قبل التفكير بأي تدخل جديد. لذلك ينصح الأطباء عادةً بالانتظار من 6 إلى 12 شهراً بعد العملية الأولى، حتى يلتئم الجلد تماماً وتستقرّ العضلات وتظهر النتيجة النهائية.

 

بعد هذه الفترة فقط يمكن للطبيب تقييم الحاجة الفعلية إلى إعادة شدّ البطن، والتأكّد مما إذا كان الجسم قادراً على تحمّل العملية بأمان. ولا بد من التأكيد أنّ استشارة جرّاح تجميل مختص خطوة أساسية، إذ تختلف كل حالة بحسب طبيعة الجلد، العمر، التاريخ الصحي، وأهداف المريض الجمالية.

 

المخاطر والتحديات في شدّ البطن الثاني

من الضروري إدراك أنّ إعادة شدّ البطن قد تكون أكثر تعقيداً من العملية الأولى، وتشمل التحديات المحتملة ما يلي:

 

  • زيادة احتمالية ظهور الندوب: التئام الجلد بعد عمليتين قد يؤدّي إلى ندوب أكثر وضوحاً مقارنة بالمرة الأولى.
  • فترة تعافٍ أطول: يحتاج الجسم إلى وقت إضافي للشفاء واستعادة طاقته بعد التدخل الجراحي الثاني.
  • تراجع مرونة الجلد: مع التقدّم في العمر أو تغيّر الوزن، يفقد الجلد جزءاً من مرونته الطبيعية، ما يجعله أقل قدرة على الشدّ والتعافي.
  • المضاعفات الجراحية المعتادة: مثل النزيف، الالتهابات، أو المضاعفات المرتبطة بالتخدير، والتي قد ترتفع احتمالاتها مع تكرار العمليات.

 

ما بين الخيبة والأمل: التحدّي النفسي والمالي

لا يرتبط قرار إعادة شدّ البطن بالطب فقط، بل يحمل معه عبئاً نفسياً وعاطفياً كبيراً. فالتعافي من العملية الأولى لم يكن سهلاً: الألم، فترة النقاهة الطويلة، والتحدّي اليومي للعودة إلى الروتين الطبيعي؛ كلها تجارب تُرهق المريض جسدياً ونفسياً.

 

وعندما لا تتحقّق النتيجة المتوقَّعة أو تتغيّر مع مرور الوقت، قد يشعر البعض بالخيبة أو حتى بالغضب والشك: لماذا لم ينجح الأمر كما أردت؟ وهل يمكن أن أثق بالنتيجة هذه المرة؟

هذا العبء يتضاعف مع الجانب المالي؛ فالتكلفة تشمل الجراحة والإقامة والعلاج، ما يجعل القرار أكثر صعوبة وحساسية.

 

لهذا، فإن التفكير بعملية ثانية ليس مجرّد خطوة طبية، بل قرار شجاع يتطلّب مواجهة صادقة مع الذات، مراجعة للتجربة السابقة، واستشارة جرّاح تجميل مختص يساعدك على تحديد ما إذا كانت إعادة العملية هي الخيار الأنسب لك.

 

 

نصائح قبل اتخاذ القرار

قبل أن تقرّر الخضوع لعملية شدّ بطن ثانية، من المفيد أن تضع في اعتبارك بعض الخطوات:

  • اطلب تقييماً مفصّلاً من طبيبك: مراجعة نتائج عمليتك السابقة وما أثّر عليها يساعد على فهم حالتك بشكل أوضح.
  • فكّر بالبدائل غير الجراحية: مثل الكول سكالبتينغ، أو شدّ الجلد بالليزر، أو الخيوط التجميلية، والتي قد تساعد على تحسين المظهر في بعض الحالات. اسأل طبيبك إذا كانت هذه الخيارات مناسبة لحالتك.
  • تأكّد من استعدادك النفسي والجسدي: الجراحة تحتاج إلى صبر والتزام خلال فترة التعافي للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة.

 

تجربة ثانية برؤية مختلفة

إعادة شدّ البطن ليست مجرّد تكرار للعملية، بل فرصة لإعادة بناء الثقة بالجسم بعد تجربة صعبة. ورغم ما تحمله من تحديات، فإن خوضها بوعي كامل، وتحت إشراف طبيب مختص، قد يحوّلها إلى تجربة أكثر استقراراً وطمأنينة من المرة الأولى.

 

إذا كنت تفكّر في هذه التجربة، احجز استشارة مع فريقنا الطبي في سيلكور لمناقشة حالتك وتصميم خطة تناسبك.