بشرتك في موسم الزكام: فهم التغيّرات وكيفية التعامل معها
هل يؤثّر الزكام والإنفلونزا على بشرتك؟ نعم… وبطرق لا تتوقعها!
عندما نفكّر بالزكام أو الإنفلونزا، يخطر في بالنا السّعال، ضغط الرأس، آلام الجسم، والإنهاك. لكن ما نغفل عنه غالباً هو أنّ البشرة تمرّ بتغيّرات واضحة، وقد تظهر عليها أعراض مفاجئة مثل الجفاف، الاحمرار، البثور، أو فقدان الحيوية.
هذه التغيّرات ليست عابرة ولا تحدث بالصدفة؛ بل تنتج عن تفاعل معقّد بين المناعة، الهرمونات، الترطيب، وسلوكياتنا اليومية أثناء المرض.
في هذا المقال، نكشف العلاقة بين الإصابة بالفيروسات وصحة البشرة، ونشرح لماذا تصبح البشرة حسّاسة أكثر، وكيف يمكنك حمايتها والعناية بها بذكاء.
لماذا تتغيّر البشرة أثناء المرض؟
عند الإصابة بأيّ فيروس، يدخل الجهاز المناعي في حالة استنفار ويستهلك جزءاً كبيراً من طاقة الجسم وموارده. هذا التحوّل يعطي الأولوية لمقاومة العدوى بدلاً من دعم الوظائف اليومية التي تحافظ على توازن البشرة وتجديد الخلايا. ومع ارتفاع الحرارة، فقدان السوائل، واضطراب الهرمونات، يضعف الحاجز الجلدي ويتراجع أداؤه في حماية البشرة من الجفاف والالتهابات.
إضافة إلى ذلك، يؤثر المرض على نمط الحياة نفسه: النوم يصبح أقل جودة، الشهية تقل، واستهلاك الماء غالباً ما ينخفض؛ هذه العناصر مجتمعة تترك أثرها على البشرة، فتبدو باهتة، متعبة، وأكثر عرضة للجفاف والتهيّج والبثور.
بعبارة أخرى: التغيّرات الجلدية خلال الزكام أو الإنفلونزا هي انعكاس مباشر لما يعيشه الجسم من ضغط واستنزاف.
هل يسبّب الزكام البثور؟ ليس مباشرة… ولكن!
لا يُسبّب الزكام أو الإنفلونزا ظهور البثور مباشرة، لكن الظروف المرافقة للمرض تجعل البشرة أكثر عرضة لانسداد المسام والالتهاب. ويعود ذلك لعدة عوامل أبرزها:
- الجفاف الشديد: يفقد الجسم الكثير من السوائل بسبب الحمى والتعرّق، إضافة إلى انخفاض شرب الماء. كردّة فعل، تزيد البشرة إفراز الزيوت لتعويض النقص، ما يرفع احتمال انسداد المسام.
- الاحتكاك المتكرر حول الأنف: كثرة استخدام المناديل ولمس الوجه بشكل لا إرادي يسبّب تهيّجاً ميكانيكياً للبشرة، ويسهّل انتقال البكتيريا إلى المسام الملتهبة أصلاً.
- اضطراب النوم وارتفاع الكورتيزول: النوم المتقطع والضغط الداخلي يرفعان مستوى هرمون الكورتيزول، الذي يعزّز الالتهاب ويحفّز تكوّن البثور.
- تغيّر الروتين اليومي للعناية: المرض يفرض بطئاً عاماً: إهمال غسل البشرة والترطيب، أو التخلي عن واقي الشمس، فتتراكم الشوائب وتزداد حساسية الجلد.
لماذا يصبح الجلد حول الأنف أحمر ومتقشّراً؟
التهيّج في محيط الأنف خلال الزكام لا يقتصر على البثور، بل قد يتطوّر إلى احمرار وتقشّر نتيجة تضرّر الحاجز الجلدي في هذه المنطقة الحسّاسة. الاستخدام المكثف للمناديل، خاصة القاسية أو المعطّرة منها، يضعف الطبقة السطحية الواقية للبشرة، ما يجعلها أكثر عرضة لـ:
- احمرار واضح
- تقشّر وجفاف
- شعور بالوخز أو الحرق
- حساسية أكبر تجاه المنتجات
إضافة إلى ذلك، قد تزيد بعض أدوية الزكام مثل مزيلات الاحتقان، من جفاف الجلد والأغشية المخاطية، مما يفاقم التهيّج ويطيل مدة التعافي.
تغيّرات أخرى قد تلاحظها خلال المرض
- بشرة باهتة: عندما يركّز الجسم على مقاومة الفيروس، يقلّ تدفّق الدم إلى سطح الجلد، فيبدو الوجه أفتح أو أقل إشراقاً.
- خطوط دقيقة أكثر وضوحاً: الجفاف الشديد يبرز الخطوط الرفيعة مؤقتاً، فتبدو أعمق من المعتاد.
- حساسية أعلى لمنتجات العناية: البشرة المتعبة تصبح أكثر تفاعلاً وقد تتهيّج من منتجات كانت مناسبة لها قبل المرض.
- قشور صغيرة حول الفم أو الذقن: تظهر غالباً بسبب نقص الترطيب والتنفس عبر الفم أثناء النوم.
كيفية العناية بالبشرة أثناء الزكام أو الإنفلونزا
العناية الصحيحة بالبشرة خلال المرض ليست رفاهية، بل ضرورة لتقليل التهيّج وتسريع التعافي. ومن أهم الخطوات التي يُنصح باتباعها:
- تعزيز الترطيب باستمرار: يُنصح باستخدام مرطّب لطيف غنيّ بالسيراميدات أو حمض الهيالورونيك أو النياسيناميد لدعم الحاجز الجلدي. يفضَّل تطبيقه أكثر من مرة يومياً، خصوصاً على المناطق المعرّضة للجفاف مثل محيط الأنف.
- اختيار مناديل ناعمة وغير معطّرة: المناديل الخشنة أو المعطّرة تزيد الاحتكاك والالتهاب، بينما تساعد المناديل اللطيفة على حماية البشرة من التهيّج المتكرّر.
- وقف التقشير القاسي مؤقتاً: سواء كان فيزيائياً أو كيميائياً. فالبشرة خلال المرض تكون أضعف وأكثر حساسية، وأي تقشير قد يزيد الالتهاب والجفاف.
- الحفاظ على الترطيب الداخلي: حتى مع غياب الشعور بالعطش، يجب شرب الماء بانتظام. الجفاف الداخلي هو أحد أهم الأسباب وراء تغيّر مظهر البشرة أثناء المرض.
- تقليل المكياج قدر الإمكان: وفي حال استخدامه، يُفضَّل اختيار منتجات خفيفة وسهلة الإزالة لتجنّب إثقال البشرة أو انسداد المسام.
- عدم إهمال واقي الشمس: حتى داخل المنزل، قد يؤدي الضوء غير المباشر إلى تفاقم الاحمرار والبقع، لذلك يُفضَّل الالتزام بواقي الشمس يومياً.
متى تساعد العلاجات التجميلية؟
بعد التعافي، قد تبقى آثار خفيفة مثل الجفاف الشديد، التقشّر حول الأنف، البثور البسيطة، أو بهتان اللون. هنا، يمكن أن تلعب العلاجات اللطيفة دوراً مهماً في استعادة توازن البشرة.
في سيلكور، قد يوصي الخبراء بالخيارات التالية:
- هايدرافيشل لتهدئة الالتهاب، تنظيف المسام، واستعادة الإشراقة.
- تقشير الألماس (DMD) لتجديد سطح البشرة وتحسين ملمسها ونعومتها.
- ماسكات طبية مرطّبة لإعادة بناء الحاجز الجلدي.
- جلسات ترطيب عميق تعتمد على مكوّنات مغذّية تُعيد المرونة والامتلاء للجلد.
هذه العلاجات مفيدة خصوصاً بعد المرض، عندما تكون البشرة بحاجة إلى دعمٍ إضافي لتجديد الحيوية.
دعم البشرة بعد المرض يبدأ بالانتباه للتغيّرات الصغيرة
التغيّرات الجلدية المصاحبة للزكام والإنفلونزا ليست تفصيلاً عابراً؛ إنها مرآة صادقة لحالة الجسم. كل احمرار، جفاف، أو تهيّج هو رسالة واضحة تخبرك بأن بشرتك تعمل بجهدٍ مضاعف للدفاع والشفاء. تجاهل هذه الإشارات قد يطيل فترة التعافي، بينما الاستجابة لها بعناية بسيطة يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في مظهر البشرة وراحتها.
إذا لاحظت أن بشرتك لم تستعد توازنها رغم زوال المرض، فاستشارة متخصّص قد تختصر عليك الطريق وتجنّبك التجربة والخطأ.
في سيلكور، نساعدك على فهم ما تحتاجه بشرتك بدقة، ليس فقط للتعامل مع آثار المرض، بل لدعم صحة البشرة وتقويتها على المدى الطويل. احجز استشارتك اليوم.

