دليل شامل عن أنواع البشرة حول العالم والعناية المثالية لكل نوع
ألوان البشرة حول العالم: العلم وراء الاختلافات والعناية بكل نوع
هل تتشابه البشرة في طوكيو مع تلك في الدوحة أو أوسلو؟ للوهلة الأولى قد يبدو الأمر كذلك، فالجلد هو الغلاف الذي يحيط بنا جميعاً ويحمي أجسادنا.
لكن ما إن نتأمل بعمق، حتى نرى لوحة ثرية بالاختلافات: ألوانٌ تتدرّج من الفاتح جداً حتى الداكن، وردود فعل متباينة تجاه أشعة الشمس، وسمات تتأثر بالمناخ والعادات والثقافات. هذه الفروق ليست مجرّد تفاصيل سطحية، بل انعكاس لقصة طويلة كتبها التاريخ والجينات والبيئة على بشرتنا.
في هذا المقال، نأخذك في رحلة حول العالم لنكتشف كيف تتفاعل أنواع البشرة مع الشمس والعوامل البيئية، ولماذا يحتاج كل نوع منها إلى روتين عناية خاص يحافظ على صحته وإشراقته.
الأساس العلمي باختصار
لفهم تنوّع استجابات البشرة حول العالم، ابتكر الأطباء تصنيفاً يُسمّى “تصنيف فيتزباتريك” (Fitzpatrick Skin Type Classification )، والذي يُقسِّم الجلد إلى ستة أنماط من I إلى VIبناءً على كمية الميلانين فيه، وكيفية تفاعله مع أشعة الشمس.
- النمط I–II(فاتح جداً/فاتح): هذه البشرة قليلة الميلانين، ما يجعلها تحترق سريعاً عند التعرّض للشمس ونادراً ما تكتسب سُمرة.
- النمط III–IV(قمحي/حنطي): قد تُصاب البشرة باحمرار في البداية، لكنها سرعان ما تسمر بسهولة.
- النمط V–VI (أسمر داكن/داكن جداً): هذه البشرة غنية بالميلانين، نادراً ما تحترق وتميل إلى الاسمرار السريع.
يغيّر هذا الاختلاف في التفاعل أولويات العناية جذرياً: فالبشرة الفاتحة تحتاج إلى حماية قصوى من الحروق وأضرار الأشعة فوق البنفسجية، بينما البشرة الأغمق ورغم قوتها في مواجهة الحرق، تكون أكثر عرضة لظهور التصبغات التالية للالتهاب (PIH) بعد الحبوب أو الجروح أو حتى بعض العلاجات التجميلية.
أوروبا الشمالية (I–II ): حماية من الاحمرار والحروق
في المناطق التي تنتشر فيها البشرة الفاتحة جداً، يكون الجلد شديد الحساسية لأشعة الشمس. فحتى التعرّض القصير قد يسبّب احمراراً سريعاً وحروقاً واضحة، لأن هذا النوع من البشرة يفتقر إلى الميلانين الكافي لحمايته.
النتيجة المعتادة: ظهور النمش بسهولة، تكرار حالات الاحمرار، وزيادة احتمالية الإصابة بسرطانات الجلد. كما تُلاحظ أيضاً الوردية بشكل أكبر لدى أصحاب هذه البشرة.
العناية الأساسية هنا واضحة:
- استخدام واقي شمسي واسع الطيف (SPF 50+) يومياً.
- تجنّب التعرض للشمس في ساعات الذروة.
- تطبيق مكوّنات مهدئة مثل النياسيناميد لتخفيف الاحمرار.
وإذا ظهرت أوعية دموية سطحية أو احمرار دائم، يُنصح بزيارة طبيب الجلدية، إذ تُعتبر هذه العلامات شائعة أكثر لدى أصحاب البشرة الفاتحة.
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (III–V): اسمرار سريع وتصبّغ أسرع
ينتمي كثر من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الفئات المتوسطة إلى السمراء من تصنيف فيتزباتريك (III–V). هذه البشرة تسمر بسرعة وتتحمّل أشعة الشمس أكثر من البشرة الفاتحة، لكنها في المقابل أكثر عرضة للتصبغات بعد الحبوب أو الإكزيما أو حتى بعض الإجراءات التجميلية مثل الليزر. كما يُسجَّل الكَلَف بشكل شائع، خاصة لدى النساء.
المشكلة لا تتوقف عند الأشعة فوق البنفسجية فقط؛ فحتى الضوء المرئي، وخصوصاً الأزرق، قد يزيد من الكلف والبقع الداكنة. ولهذا السبب، غالباً ما يُنصح باستخدام واقي شمس ملوّن يحتوي على أكسيد الحديد، لأنه يؤمّن حماية إضافية من الضوء المرئي إلى جانب دوره في صدّ الأشعة فوق البنفسجية.
شرق وجنوب شرق آسيا (III–IV غالباً): حساسية عالية للتصبغات وتكرار الكلف
تشير الدراسات إلى انتشار ملحوظ للكلف بين نساء شرق وجنوب شرق آسيا، وغالباً ما يعود للظهور إذا لم تتم حماية البشرة بدقة من الشمس والضوء. وإلى جانب الكلف، تظهر البقع البنية الناتجة عن حبّ الشباب بشكل أوضح مقارنة بالبشرات الأفتح.
لذلك، تتطلب هذه البشرة عناية دقيقة تقوم على الاستمرار واللطف في آن واحد: حماية يومية باستخدام واقٍ ملوّن يحتوي على أكسيد الحديد للحد من تأثير الضوء المرئي، مكونات مهدئة ومفتحة مثل النياسيناميد أو الأزيليك أسيد، بالإضافة إلى جلسات تقشير أو علاجات متخصصة تنفّذ بحذر لتجنب التهيّج الذي يفاقم التصبغات.
أفريقيا جنوب الصحراء والشتات الأفريقي (V–VI): حماية طبيعية من الحروق لكن قابلية أعلى للتصبغ والندبات
تتميّز البشرة الداكنة جداً بكونها أقل عرضةً للحروق الشمسية وأبطأ في إظهار التجاعيد المبكرة، بفضل وفرة الميلانين. لكن في المقابل، تميل هذه البشرة إلى التصبغات التالية للالتهاب، وكذلك إلى تكوين ندبات ضخمة أو جُدرات بعد الجروح أو الحبوب.
من المشكلات الشائعة أيضاً التهاب الجلد الناتج عن نمو الشعر للداخل، خصوصاً عند أصحاب الشعر المجعّد، ما يجعل العناية بطرق الحلاقة أو إزالة الشعر أمراً أساسياً.
لذلك، تتطلب العناية المثالية:
- معالجة مبكرة للحبوب لتقليل البقع والآثار.
- اختيار تقنيات ليزر أو تقشير مناسبة لتقليل خطر تغيّر اللون.
- الاستمرار في استخدام الواقيات الشمسية الملوّنة للحد من التصبغات الناتجة عن الضوء المرئي.
لماذا لا تكفي الملامح الخارجية وحدها؟
قد نميل إلى الاعتقاد بأنّ لون العينين أو الشعر يكشف طبيعة البشرة، لكن الحقيقة أكثر تعقيداً؛ فقد تجد أشخاصاً بعيون داكنة وبشرة فاتحة جداً، أو العكس تماماً. ما يحدّد العناية المناسبة ليس الانتماء أو الشكل الخارجي، بل كيفية تفاعل الجلد مع الشمس والالتهاب، أي ما يُعرف بتصنيف “فوتوتايب”، ومدى الميل للتصبغات أو الحساسية.
لذلك، نلاحظ أن الوردية شائعة أكثر في البشرات الفاتحة، بينما يزداد احتمال التصبغات التالية للالتهاب والكلف مع الدرجات الأغمق، بغضّ النظر عن الجنسية أو الخلفية.
ماذا عن إجراءات العيادة؟
- الليزر والتقشير: مع ازدياد درجة الصبغة في البشرة، تزداد الحاجة إلى اختيار إعدادات دقيقة مثل الطاقة، الطول الموجي، وتقنيات التبريد، لتقليل خطر التصبغات التالية للالتهاب. على سبيل المثال، يُعتبر Nd:YAG 1064nm خياراً أكثر أماناً للبشرات الداكنة في إزالة الشعر.
- علاج الاحمرار والأوعية للبشرات الفاتحة: يمكن مناقشة خيارات علاجية ضوئية أو ليزرية بعد التشخيص (الوردية)، مع ضرورة الالتزام الصارم بالواقي الشمسي.
سيلكور: جمال عالمي بخطة شخصية
اختلافات البشرة حول العالم ليست مجرّد تفاصيل جمالية، بل انعكاس لتكيّف طويل مع الشمس والبيئة. لذلك، لا تُختصر العناية بالانتماء أو الملامح، بل تُبنى على فهم نوع بشرتك، تاريخها مع التصبغات أو الالتهاب، وروتينك اليومي.
في سيلكور، نضع لك خطة مصمّمة بدقة تشمل:
- واقيات ملوّنة تحمي من الأشعة فوق البنفسجية والضوء المرئي للحد من الكلف والتصبغات.
- بروتوكولات ليزر آمنة تتناسب مع لون بشرتك وهدف العلاج.
- خطط لطيفة لمعالجة الحبوب والتهيج وتقليل آثارها، لأن الوقاية من التصبغات نصف العلاج.
هل ترغب بمعرفة نوع بشرتك والخطة الأنسب لك؟ احجز استشارة تقييم في سيلكور، لنصمّم لك روتين حماية وعلاج يمنح بشرتك صحتها وإشراقتها، أينما كنت في العالم.

