ما لا تقوله بشرتك بوضوح: النتوءات البيضاء كعلامة تحذير مبكر

النتوءات البيضاء: دليلك الشامل لبشرة صحية ونقية

             
النتوءات البيضاء: دليلك الشامل لبشرة صحية ونقية

ما لا تقوله بشرتك بوضوح: النتوءات البيضاء كعلامة تحذير مبكر

ليست كل مشاكل البشرة واضحة؛ فبعضها يبدأ بتفاصيل صغيرة لا تُرى بسهولة، لكنها قد تكون مؤشراً على انسداد مزمن في المسام أو تراكمات غير ظاهرة. من بين هذه العلامات، تبرز النتوءات البيضاء الصغيرة تحت الجلد: لا تؤلم، لا تلتهب، لكنها تبقى لفترة طويلة وتثير التساؤل.

 

كثيرون يظنّون أنها مؤقتة أو لا تستحق الاهتمام، لكنها في الواقع قد تشير إلى خلل أعمق في توازن البشرة. وفقاً للدكتورة رغد عيد، أخصائية الجلدية في سيلكور، فإن فهم طبيعة هذه النتوءات والتعامل معها مبكراً يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في صحة البشرة ونقائها.

في هذا المقال، نأخذك في جولة لفهم هذه المشكلة من جذورها: ما أنواع هذه النتوءات؟ ما أسبابها؟ وكيف يمكن علاجها بفعالية؟

 

ما هي النتوءات البيضاء؟

غالباً ما تندرج هذه النتوءات تحت نوعين أساسيّين: الرؤوس البيضاء (Comedones) والميليا (Milia). يظهر كلاهما تحت سطح الجلد، لكن الأسباب والبنية تختلف تماماً.

 

الرؤوس البيضاء هي أحد أشكال حبّ الشباب غير الالتهابي، وتنتج عندما تُغلق المسام بالكامل بسبب تراكم الزيوت وخلايا الجلد الميت، ما يمنع دخول الهواء إليها، فيبقى محتواها أبيض اللون ومغلقاً داخل الجلد.

 

أما الميليا، فهي لا تُعد من حبّ الشباب، بل كيسات صغيرة مملوءة بالكيراتين، تظهر عادة في مناطق مثل محيط العين أو الخدين، وتبدو أشبه بحبيبات بيضاء دقيقة وثابتة لا تزول بسهولة.

 

ورغم أنّ هذه النتوءات لا تكون مؤلمة أو التهابية، إلّا أن محاولة إزالتها في المنزل غير مجدية عموماً، وقد تؤدي إلى تهيّج الجلد أو تفاقم المشكلة.

 

لهذا، تؤكد الدكتورة عيد أهمية التمييز بين النوعين: فبينما يمكن لبعض المنتجات الموضعية أن تساعد في تقليل الرؤوس البيضاء، تبقى الميليا أكثر عناداً وتتطلّب تدخلاً مباشراً داخل العيادة.

 

ما الذي يسبّب ظهورها؟

لا تظهر النتوءات البيضاء عشوائياً؛ فهي غالباً نتيجة تداخل بين عادات يومية ومؤثرات خارجية قد تبدو بسيطة، لكنها تلعب دوراً مباشراً في انسداد المسام وظهور هذه التراكمات.

ومن أبرز الأسباب الشائعة:

  • استخدام مرطبات ثقيلة لا تتناسب مع نوع البشرة، خاصة البشرة الدهنية أو المختلطة.
  • التعرّض المفرط لأشعة الشمس دون استخدام واقٍ، مما يضعف الحاجز الطبيعي للبشرة.
  • الاعتماد على منتجات زيتية مثل الفازلين، التي تسدّ المسام بسهولة.
  • إهمال تنظيف الوجه، أو على العكس: الإفراط في غسله وتجريده من الزيوت الطبيعية.
  • عدم تقشير البشرة بانتظام، ما يؤدّي إلى تراكم خلايا الجلد الميتة فوق المسام.

 

رغم أنّ السبب المباشر للنتوءات البيضاء غالباً ما يكون موضعياً، تشير بعض الدراسات إلى أنّ النظام الغذائي قد يلعب دوراً غير مباشر، خاصةً عند الإفراط في تناول السكريات أو منتجات الألبان.

 

كيف نتعامل مع النتوءات داخل العيادة؟

توضح الدكتورة رغد عيد أن علاج النتوءات البيضاء لا يمكن أن يكون موحّداً للجميع، بل يعتمد على عدّة عوامل، أبرزها: نوع النتوء، عددها، موقعها، ومدى تفاعل البشرة مع العلاجات السابقة. ولهذا، تبدأ كل خطة علاجية بتقييم شامل ودقيق لحالة الجلد، لاختيار الحل الأنسب لكل بشرة.

 

في حالات الرؤوس البيضاء أو انسداد المسام، يُوصى عادةً بجلسات تنظيف عميق أو الهيدرافيشل، وهي تقنية فعّالة تجمَع بين التقشير الخفيف والاستخلاص والترطيب، لتنظيف المسام بشكل فعّال من دون التسبّب بتهيّج. لكن إذا كانت هناك تراكمات أكثر عناداً أو تغيّرات في ملمس الجلد، فقد يتم اللجوء إلى التقشير الكيميائي لتحفيز تجدّد الخلايا وتحسين مظهر البشرة.

 

وفي بعض الحالات المصحوبة بالتهابٍ أو احمرار، يُمكن استخدام الحقن الموضعية لتهدئة التورّم وتقليل الانزعاج.

 

أما في حالة الميليا، فتُشدّد الدكتورة رغد على أنّ الإزالة اليدوية الدقيقة (Extraction) داخل عيادة مختصة تبقى العلاج الوحيد الفعّال، لأنّ محاولة إزالتها في المنزل قد تؤدّي إلى تهيّج الجلد أو ظهور ندبات يصعب علاجها لاحقاً. تتم العملية من خلال إحداث ثقب دقيق في سطح الجلد باستخدام أداة معقّمة، ثم استخراج الكيس الصغير دون الضغط المفرط، لضمان عدم تلف الأنسجة المحيطة.

 

ما المكونات الفعّالة التي يُنصح بها؟

في حالات النتوءات البيضاء تحت الجلد، يُنصح باستخدام مكوّنات فعالة، أبرزها:

  • الريتينويد: يُعزّز تجدّد الخلايا ويمنع تراكم الشوائب داخل المسام.
  • الأحماض المقشّرة كيميائيًا مثل حمض الساليسيليك أو حمض الجليكوليك: تساعد على إزالة خلايا الجلد الميتة وتنظيف المسام.
  • البنزويل بيروكسايد أو حمض الأزيليك: يُستخدم في حالات محدّدة وتحت إشراف طبي، خاصة إذا رافقت النتوءات التهابات خفيفة أو حبّ شباب بسيط.

 

 

هل يساعد التنظيف العميق في الوقاية من ظهور النتوءات مجدداً؟

نعم، خصوصاً في حالات الرؤوس البيضاء والميليا. تشير د. رغد إلى أن دور التنظيف العميق يتجاوز إزالة الشوائب الظاهرة، ليُسهم في تجدّد البشرة ويقلّل من فرص انسداد المسام مجدداً.

في سيلكور، نختار نوع الجلسة وفق احتياجات كل بشرة، ضمن برنامج عناية متكامل يهدف إلى الحفاظ على التوازن، وتحسين نقاء البشرة وملمسها على المدى الطويل.

 

العناية تبدأ بالانتباه

مشاكل البشرة قد تبدأ بإشارة صغيرة لا نُعيرها اهتماماً، لكنها تحمل رسالة مهمّة: حاجتك إلى تنظيف أعمَق، استعادة التوازن، أو تعديل في روتينك اليومي.

 

في سيلكور، نؤمن بأن العناية تبدأ بالاستماع إلى بشرتك، حتى في أبسط الإشارات. من التشخيص إلى العلاج، مروراً بخطط الوقاية، نتعامل مع هذه التفاصيل بدقة واهتمام لمساعدتك على الحفاظ على بشرة متوازنة وصحية.

 

إذا لاحظت أي تغيّر خفيف في بشرتك، لا تتجاهله. احجز استشارتك المجانية، وخذ الوقت الذي تحتاجه للاعتناء بنفسك لأنك تستحق أن تشعر بالراحة، والثقة، والتوازن في كل لحظة.